يقول: (ومع هذا فكان عمر يفعل ما هو الواجب عليه؛ فيعرض ما يقع له على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فتارة يوافقه، فيكون ذلك من فضائل عمر رضي الله عنه، كما نزل القرآن بموافقته غير مرة، وتارة يخالفه؛ فيرجع عمر عن ذلك) فما بالك بمن دونه، فـعمر له موافقات عظيمة تعد من فضائله، فكان يقول القول وينزل القرآن موافقاً لقوله، كما في أمر الحجاب، والمقام، وأسرى بدر ، وطلاق النساء وغيرها، ولا يبعد أن نقول: إن الأصل أن ما يلقى في قلب عمر يوافق الوحي، وليس شرطاً أن ينزل القرآن، ولكن يوافق ما هو الحق مما يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم أو هو الرأي الصواب في الأحكام الدنيوية، فما يراه عمر الأصل أنه هو الصواب؛ لأنه المحدث الكامل، ولا غرابة في ذلك، لكن مع هذا قد يخطئ وهو عمر ، ونعرف أنه أخطأ عن طريق الوحي.
والمراد من هذا الكلام: بيان أنه لا يحق لأي ولي أن يعتمد على ما يحدَّث به، ويترك ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فكل شيء يحاكم إلى ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.